لاكورونيا

برج هرقل تم إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، وهو أقدم منارة رومانية لا تزال تعمل في العالم. شُيّد في عهد الإمبراطور تراجان. استعد لصعود 242 درجة سلم لمشاهدة إطلالات بانورامية رائعة للمدينة والساحل بعد الوصول إلى أعلى نقطة. المدينة القديمة بمجرد التجول بين شوارعها المرصوفة بالحجارة ستجد مجموعة ثمينة من الكنائس الرومانية مثل كنيسة سانتياجو، كوليخياتا سانتا ماريا دو كامبو أو دير سانتو دومينغو. كذلك ستجد المنازل والقصور الساحرة ومبانٍ معلمية مثل قصر كورنيد والمنزل العائلي القديم للكاتبة المحلية الشهيرة إميليا باردو بازان، إضافة إلى حدائق وساحات فائقة الجمال. قلعة سان أنطون شيدت في أواخر القرن السادس عشر لأهداف دفاعية. تحوي حاليًا بين جدرانها المتحف الأثري الإقليمي, الذي يقدم جولة شيقة للتعرف على عصور ما قبل التاريخ في منطقة جليقية من خلال مجموعة متنوعة من قطع الحلي والأدوات والمقتنيات الثقافية الخاصة بحضارة الكاستروس. كنيسة سانتياجو شُيدت في القرن الثاني عشر، وهي أقدم الكنائس في المدينة. تضم صالة داخلية واسعة وتمتاز بأقواسها الدقيقة التي تحتوي على تمثال متعدد الألوان للقديس سانتياجو. بيت ومتحف بيكاسو يمثل الطابق الثاني من هذا المبنى مقر الإقامة الذي عاش فيه الفنان الإسباني العظيم بابلو بيكاسو مع عائلته. ستشعر عند زيارته وكأنك تتجول في أجواء منزل تقليدي من أواخر القرن التاسع عشر. يحتوي على أثاث ومقتنيات أصلية، ونُسخ من أعماله، ونقوشات تعود لهذا الفنان. حديقة سان كارلوس يعود تاريخ إنشائها إلى عام 1843. تحيط جدران حصن سان كارلوس بهذا الفضاء الطبيعي الهادئ المُعلن كموقع تاريخي وفني. كما يوجد هناك قبر السير جون مور، الجنرال البريطاني الذي توفي عام 1809 خلال معركة إلڤينيا الشهيرة، كما تحتوي الحديقة أيضًا على مرصد يمكن من خلاله رؤية إطلالات رائعة على الخليج وقلعة سان أنطون. دوموس يعتبر الإنسان هو المحور الرئيسي لنشاط هذا المتحف المعروف أيضًا باسم بيت الإنسان، والموجود في مبنى طليعي صممه المهندس المعماري أراتا إيسوزاكي. يُعرض بداخل قاعاته التفاعلية الجوانب المتعددة في حياة الإنسان من منظور متعدد التخصصات. شارع المارينا تحيط المنطقة الساحلية بالمدينة القديمة التي تجمع بين الطراز القديم والحداثة. ستشاهد أمام الميناء تلك المنازل التقليدية ذات الشرفات البيضاء المحاطة بالزجاج (القرن التاسع عشر)، وهي طرازات معمارية تشكل واحدة من أشهر المعالم المميزة لمدينة لاكورونيا، والتي تعرف بـ "المدينة البلورية".

يعد أكواريوم فينيستيرا، الذي يقع بالقرب من برج هرقل، من الأماكن التي لا بد من زيارتها في المدينة للاستمتاع مع العائلة. إنه أحد أكبر الأحواض المائية في إسبانيا ويحتوي على عروض بحرية تفاعلية جذابة. كذلك يعتبر بيت العلوم الواقع ضمن منتزه سانتا مارجريتا أحد أهم المساحات الخضراء في المدينة ومن الزيارات التي لا تٌفوت. يتميز هذا المكان بقاعته الفلكية ومعرضها الدائم الذي يبين المبادئ العلمية والتكنولوجية والطبيعية بطريقة تفاعلية.

تعد المأكولات البحرية الفاخرة هي الأطباق الرئيسية في الحانات والمطاعم في المدينة. كما توجد وصفات لذيذة تعتمد على الأسماك، مثل "حساء السمك" و"قشر البياض على الطريقة الجليقية" (بالبصل، والثوم، والجزر) أو "سمكة موسى مشوية". كما تعتبر"الإمبانادا" من المقبلات التقليدية الأخرى وهي إما من السمك أو اللحم. هناك أيضًا طبق آخر مميز وهو لحم البقر الجليقي، الذي يتمتع بعلامة المنشأ المحمية. أما بالنسبة للحلوى، لا تنس تناول التارتة الشهيرة من سانتياجو، المٌعدة من اللوز، والسكر، والدقيق.

ستجد أمامك خيارات متعددة بداية من المحلات الصغيرة التي تقدم قطعًا فريدة حتى المتاجر الكبيرة. تعتبر لاكورونيا مرجعًا فريدًا في مجال الموضة والمشغولات اليدوية ما يوفر لك الاستمتاع بتسوق مميز. تعتبر ساحة لوجو مركز الموضة في لاكورونيا ومن الأماكن الموصى بها، التي تتميز بواجهات المحلات المبتكرة التي ستنال إعجابك. تعتبر خزفيات سارجاديلوس أيضًا واحدة من العلامات المميزة لمنطقة جليقية. بالإضافة إلى ذلك، تحتوي المدينة القديمة على محلات ساحرة، ومتاجر للتحف، وورش حرفية، ومتاجر أخرى مميزة. 

يُسيّر مطار لاكورونيا، الذي يبعد حوالي 15 دقيقة عن مركز المدينة، رحلات جوية محلية ودولية. كما يتوفر بها خطوط قطار عالية السرعة من مدريد ومدن أخرى في جليقية مثل بيجو، بونتيبيدرا، أو سانتياجو دي كومبوستيلا. يمكن الوصول إلى وجهات محلية ودولية من محطة الحافلات في لاكورونيا. إذا كنت تسافر بالسيارة، فإن الطريق السريع AP9 يربط المدينة بالبرتغال؛ والطريق السريع A6 يصل إلى مدريد، وطريق الكانتابريا السريع يربطها بأستورياس، كانتابريا، وإقليم الباسك. بالإضافة إلى ذلك، تتوقف العديد من السفن السياحية في لاكورونيا في الميناء المركزي للسفن العابرة للمحيطات.